المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠٢٠

حول فريضة التوكل وضرورة الأخذ بالأسباب..

حول فريضة التوكل وضرورة الأخذ بالأسباب ربط الله في عالم الدنيا بين الأسباب ومسبباتها.  وجعل لكل من جوارحنا وقلوبنا وظيفة نحو هذه الأسباب، فتعبد جوارحنا بالأخذ بها ومراعاة الاقتران الذي عقده بينها، كما تعبد قلوبنا بالتنزه عن اعتقاد التأثير في شيء منها.  ومن هنا كان قولهم: الجوارح تعمل والقلوب تتوكل فهما دائرتان إذن: دائرة الاعتقاد وهي التي يستقر بها التوكل.  ودائرة العمل وهي التي تنطلق فيها الجوارح عاملة بالأسباب.  فالتوكل وظيفة   القلب نحو السبب.  والعمل وظيفة الجوارح نحو السبب.  و كثيراً ما تلبس النفس الأمارة على صاحبها ليخلط بين الوظيفتين، فإما أن يتوكل بجوارحه ويهمل الأسباب؛ بناء على اعتقاد عدم التأثير فيها.  أو يأخذ بالأسباب بقلبه فيعلق خوفه ورجاءه عليها.  وكل ذلك انحراف عن الجادة. ولما كان التوكل هو وظيفة القلب.. كان أثره متعلقا بمحله الذي هو القلب، فيعود عليه بالسكون والطمأنينة والثقة بالله دون أن يتجاوزه إلى الجوارح ليقطعها أو يؤخرها عن العمل، ولن يكون كسل الجوارح وتخلفها عن إتقان إقامة السبب ثمرة للتوكل، وإنما هو ثمرة للتواكل.  بل إن إتقان السبب بالجوارح يتوفر لاستدعائه داف