المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠٢١

دوام الافتقار إلى الله

بسم الله الرحمن الرحيم دوام الافتقار إلى الله لا يشك مؤمن في أن الله تعالى خالق كلِّ شيء، وأنه سبحانه وتعالى يتوجه خلقه إلى الأشياء مباشرة دون أن يحتاج إلى توسط سبب ينفذ منه خَلْقُهُ إلى ذلك الشيء، فلا يحتاج إلى الأسباب ليرتب عليها مسبباتها، فهو تعالى قادر على أن يهلك مع توفر أسباب الأمن، وعلى أن يؤَمِّن مع تظافر أسباب الخوف والهلاك، وعلى أن يعافي مع حضور دواعي المرض، وعلى أن يمرض مع غياب أسباب المرض، وإنما عقد سبحانه وتعالى بين تلك الأسباب والمسببات اقتراناً في الوجود؛ اختباراً وابتلاء للمؤمنين، فيغتر بها من ضعف يقينه، ويتسامى عن اعتقاد التأثير فيها من كمل إيمانه. ولرسوخ هذه الحقيقة في القلب آثار وثمرات كثيرة؛ من أبرزها وأهمها: أن يستوي افتقار المؤمن إلى الله والتجاؤه القلبي إليه في حالي الرخاء والشدة، والصحة والمرض، والأمن والخوف؛ إذ هو موقن أن الله قادر على أن يهوي به إلى قعر الأرض وهو في بيته، وعلى أن يسلِّمه من الخطر وهو على شفا جرف هار، وقادر على أن يمرضه وهو بأتم العافية، وعلى أن يعافيه وبه داء عضال، وقس على ذلك، فلا فرق عنده في افتقاره إلى الله بين الحالين؛ لأنه موقن