المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠٢٢

من وحي رمضان: (الملك لله)

  بسم الله الرحمن الرحيم من وحي رمضان: (الملك لله) وقف محسن كريم ذات يوم على عبد ضعيف لا يملك شيئاً، فأنزله في داره، وأتاح له ما لذ وطاب؛ من المأكول، والمشروب، وصنوف اللذائذ، وكان المسكين كلما أخذ شيئاً من ضيافة المحسن .. أخذه على استحياء، وهو مغمور بالخجل. وما أن مرت الأيام حتى ألف المسكين ذلك الإكرام، وأصبح مع مرور الوقت ينسى شيئاً فشيئاً ماضيه وحالته السابقة، فيغيب عن باله أن ما هو فيه مجرد تفضل من ذلك المحسن، ففارقه ذلك الحال من الحياء والأدب، ثم لم تزل العادة والإلف يعملان فيه عملهما حتى توهم أن ما هو فيه حق له، فغدا يتصرف فيه بما يحلو له، ويعطي ويمنع، ويخالف في ذلك بكل جراءة ما يحبه منه المحسن الذي تفضل عليه بكل ذلك. فلما رأى ذلك المحسن .. حبس عن المسكين في يوم من الأيام ما عوده إياه، وقطع عنه ما كان يواصله به، وحينما وجد المسكين نفسه ممنوعاً مما كان يتمتع به .. ثاب إلى رشده، وتنبه إلى أن ما كان متاحاً له .. لم يكن ملكاً له، وإلا .. لما مُنع عنه. وفي اليوم التالي .. عاد المحسن إلى عادته من إكرام المسكين، فتلقى المسكين الإكرام بذلك الحال الأول من الحياء والامتنان والأدب؛