المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠٢٣

الداعي وأهل المعصية

(لا تصحب من لا يحبك إلا معصوما)   بسم الله الرحمن الرحيم   مرَّتْ معنا في مجلس الروحة (وهو مجلس العلم الذي يكون بعد العصر) يوم أمس بمسجد باعلوي عندما قرأ القارئ في «الرسالة القشيرية» قصةٌ عجيبة، استلفَتَتْ نظري وجذَبَتْ برداءِ تأملي وانتباهي، إذ لامست إشكالا كثيراً ما نعانيه وطالما غفلنا عنه. ولِأَدَعْكَ أخي القارئ مع القصة قبل أن أُدْلِي بتعليقي عليها: حكى الإمام أبو القاسم القشيري في «الرسالة» (ص: ٢٩٨) أن أبا عَمْرو بْن نجيد فِي ابتداء أمره اختلف (أي: تردد) إِلَى مجلس أَبِي عُثْمَان (واسمه سعيد بن سلام الحراني) فأثَّرَ فِي قلبه كلامُهُ، فتابَ، ثُمَّ إنه وقعت لَهُ فترةٌ (أي انقطاعٌ ورجوعٌ إلى ما كان عليه) فكان يهرب من أَبِي عُثْمَان إِذَا رآه، ويتأخرُ عَن مجلسه، فاستقبله أَبُو عُثْمَان يوماً (أي: لقيه في الطريق في مقابله) فحاد أَبُو عَمْرو عَن طريقه، وسلك طريقاً أُخْرَى، فتبعه أَبُو عُثْمَان، فَمَا زال يقفو أثره حَتَّى لحقه، فَقَالَ لَهُ: يا بُنِي، لا تصحب من لا يحبك إلا معصوما،   إِنَّمَا ينفعك أَبُو عُثْمَان فِي مثل هذه الحالة. قَالَ: فتاب أَبُو عَمْرو بْن نجيد وعاد إ

فرحة الإفطار

  ( فرحة الإفطار ) بسم الله الرحمن الرحيم كلنا قد طرق سمعه قولُ نبينا صلى الله عليه وآله وسلم: (( للصائم فرحتان؛ فرحة عند إفطاره، وفرحة عند لقاء ربه )) ، والمتبادر لدى الكثيرين من المقصود بالفرحة عند الإفطار هو فرحة الصائم بذهاب ألم الجوع والعطش بما يتناوله من الطعام والشراب. وهذا واحد من وجوه الفرحة التي تحصل للصائم بالفطر، وهناك أوجه أخرى للفرح تتفاوت بتفاوت مشاهد الصائمين وأذواقهم في معاملة الله بهذه العبادة، وقد علم كل أناس مشربهم. هناك من يفرح عند الإفطار بنعمة التوفيق؛ فإن الصيام بحد ذاته نعمة يكرم الله بها الصائمين. أن يرتضيك الله تعالى لعبادته، ويقدرك عليها، ويحببها إليك، ويعينك على تمامها هذا كله من علامات حبه تعالى لك. هناك أناس كثير ما أدركوا هذه النعمة، فبعضهم تمنى أن يصوم أيام هذا الشهر فاخترمته المنية واختطفه الموت قبل أن يحل الشهر، وبعضهم يتمنى أن يصوم أيام الشهر ولكن حالت بينه وبين الصيام الأمراض والآلام، فكم من المسلمين على أسرة المستشفيات وعلى فرش المرض يودون مشاركة الصائمين شرف القيام بهذه العبادة ولكنهم لا يستطيعون، وهناك الكثير ممن أدركوا هذه الأيام وهم