المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠٢٤

الذوق في الفن

  الفن والطرب في أصله ذوق ووجدان في النفس والباطن ، يهيّجه الكلام الرقيق والصوت الحسن والنغم الجميل ، فيترشح أثره على ظاهر صاحبه ويتسلل من قلبه إلى جسده ، فيتفاعل بحركات موزونة وتعابير مختلفة تنم عما بداخله من الوجد أو السرور . وهذا فــي أصله من علامات سلامة الذوق وكمال النفس الإنسانية . ومدار الفن على وجود التناسب والتناسق بين الحال والنغم والكلام إلى آخره. فمن ثَمّ لا تجد المغني يستسيغ مواصلة الغناء إذا كان الإيقاع لا يلائم اللحن الذي يغني به ، ولا صاحب الزفين يتمكن من الرقص إذا كان يرقص باتجاه إيقاع موسيقي معيَّن ونغمة العازف تسير في اتجاه موسيقي معاكس ، وهكذا . فمتى ذهب التناسب .. ذهب الفن . فمن الغريب أن ترى الكلام الذي يتغنى به المغني ويرقص عليه الراقصون في واد ، وأولئك الذين يردّدونه في وادٍ آخرَ . هؤلاء الذين في الفيديو يحدو فيهم المغني بأبيات ابتهالية يخاطب فيها الناظم ربه بالاعتراف بالتقصير في حقه وأنه قد استكثر من الخطايا والذنوب حتى إنه قد أشرف على ( لظى ) وهي نار جهنم ثم يتوجه إلى الله في أن يتوب عليه. وهذه المعاني كما ترى تملأ قلبك بالحياء من الله والإشفاق من الوقوف بين ي